مسلمة لربها Admin
عدد المساهمات : 437 تاريخ التسجيل : 18/07/2011 الموقع : www.sultan.org/a
| |
مسلمة لربها Admin
عدد المساهمات : 437 تاريخ التسجيل : 18/07/2011 الموقع : www.sultan.org/a
| موضوع: رد: المماليك.. ملوك أعزوا الأمة بالإسلام - تقرير الإثنين يوليو 25, 2011 2:10 am | |
| قطز والمشكلة الاقتصادية المشكلة الاقتصادية بعد هذا الاجتماع الخطير، وبعد هذا القرار الصعب، وبعد قتل الرسل.. بدأ قطز رحمه الله في التجهيز السريع للجيش، فقد اقتربت جداً لحظة المواجهة.. لكن واجهت قطز مشكلة أخرى ضخمة لا تقل عن المشاكل التي قابلها قبل ذلك.. ولاحِظوا أن قطز رحمه الله قد تولّى عرش مصر في الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة 657هـ، وجاءته رسالة هولاكو قبل أن يغادر هولاكو أرض الشام عائداً إلى منغوليا بعد وفاة زعيم التتار منكوخان، وهولاكو غادر الشام بعد سقوط حلب بقليل، وقبل فتح دمشق، فسقوط حلب في ربيع الأول سنة 658هـ.. أي بعد تولّي قطز رحمه الله لرئاسة مصر بثلاثة شهور فقط. إذن كل الترتيبات والخطوات التي أخذها قطز رحمه الله أخذت في ثلاثة شهور فقط، والمشاكل التي قابلها تحتاج فعلاً إلى سنوات - بل إلى عقود كاملة - حتى يتم حلها على الوجه الأمثل.. لكنه رحمه الله استعان بالله، وبدأ بحمية ونشاط يتعامل مع المشكلة تلو الأخرى، والهدف في ذهنه واضح جداً: لابدّ من القضاء على هذه القوة الهمجية.. قوة التتار، وتحرير بلاد المسلمين. والمشكلة الجديدة التي أمام قطز الآن هي المشكلة الاقتصادية. لابدّ من تجهيز الجيش المسلم، وإعداد التموين اللازم له، وإصلاح الجسور والقلاع والحصون، وإعداد العدة اللازمة للحرب، وتخزين ما يكفي للشعب في حال الحصار.. هذه أمور ضخمة جداً.. والأزمة الاقتصادية التي تمر بالبلاد أزمة طاحنة. جمع قطز رحمه الله مجلسه الاستشاري، ودعا إليه ـ إلى جانب الأمراء والقادة ـ العلماء والفقهاء، وعلى رأسهم سلطان العلماء الشيخ العزّ بن عبد السلام رحمه الله.. وبدءوا يفكرون في حلّ للأزمة الاقتصادية الطاحنة، وكيف يوفرون الدعم الكافي لتجهيز الجيش الكبير الخارج لملاقاة التتار. واقترح قطز رحمه الله أن تفرض على الناس ضرائب لدعم الجيش، وهذا قرار يحتاج إلى فتوى شرعية، لأن المسلمين في دولة الإسلام لا يدفعون سوى الزكاة، ولا يدفعها إلا القادر عليها، وبشروط الزكاة المعروفة، أما فرض الضرائب فوق الزكاة فهذا لا يكون إلا في ظروف خاصة جداً، ومؤقتة جداً، ولابدّ من وجود سند شرعي يبيح ذلك.. وإلا صارت الضرائب مكوساً. قال الشيخ العزّ بن عبد السلام رحمه الله: إذا طرق العدو البلاد وجب على العالم كلهم قتالهم (أي العالم الإسلامي)، وجاز أن يؤخذ من الرعية ما يستعان به على جهازهم (أي فوق الزكاة) بشرط أن لا يبقى في بيت المال شيء"، هذا هو الشرط الأول. أما الشرط الثاني فكان أصعب، قال الشيخ العزّ بن عبد السلام رحمه الله: "وأن تبيعوا مالكم من الممتلكات والآلات، ويقتصر كل منكم على فرسه وسلاحه، وتتساووا في ذلك أنتم والعامة، وأما أخذ أموال العامة مع بقاء ما في أيدي قادة الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا". قبل قطز كلام الشيخ العز بن عبد السلام ببساطة، وبدأ بنفسه، فباع كل ما يملك، وأمر الوزراء والأمراء أن يفعلوا ذلك، فانصاع الجميع، وتم تجهيز الجيش المسلم بالطريقة الشرعية. واكتشف المسلمون في مصر أن مصر غنية جداً، وأن البلد به أموال ضخمة برغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة، فقد امتلأت جيوب كثير من الوزراء والأمراء بأموال البلد الهائلة..ثم جاء قطز رحمه الله وبدأ في عملية تنظيف منظمة للبلد، تنظيف لليد والقلب. أخيراً اصطلح القائد مع شعبه بعد سنوات من القطيعة بين الحكام والشعوب، فكانت النتيجة تجهيز جيش عظيم مهيب، غايته نبيلة، وأمواله حلال، ودعاء الناس له مستفيض، وإعداده جيد.. {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]. ونصر الله لا يكون إلا بتطبيق شرعه، والجيش المسلم الذي يخالف قاعدة شرعية لا يمكن أن ينصره الله، فالبداية بيد المسلمين. إعداد الشعب وتبدأ حملة إعلامية تربوية في غاية الأهمية.. ليست للقائد أو للجيش فقط.. بل للشعب بأكمله..ولابد أن يقوم بالحملة الإعلامية رجال مخلصون، فأحياناً يقف بعض المنافقين يتحدثون عن الجهاد، ويشرحون مآسي المسلمين في قطر ما، وما يفعلون ذلك إلا لمصلحة سياسية مؤقتة، فإذا انقضت المصلحة انقطع الوازع، وانقطع معه الكلام عن الجهاد وعن الحرب. انطلق الشيخ العز بن عبد السلام رحمه الله ومن معه من علماء الأمة، يصعدون منابر المساجد، ويلهبون مشاعر الناس بحديث الجهاد..لقد رغّبوا الناس في الجنة، وزهّدوهم في الدنيا، وعظّموا لهم أجر الشهداء. إعداد الشعب ليوم الجهاد مهمة عظيمة، وهي ليست سهلة أو بسيطة.. إنما تحتاج لمجهود كبير، ولمناهج مكثفة، ولإخلاص عميق، ولوقت قد يكون طويلاً.. وبدون هذا التأهيل لن يصبر الشعب على حياة الجهاد، وحياة الحروب، وحياة الحصار. واستمر إعداد الجيش وتجهيزه، وجمع المتطوعين، وتدريب المجاهدين، وذلك لمدة خمسة شهور، من شهر ربيع الأول سنة 658هـ إلى نهاية شهر رجب من نفس السنة. الهدنة بين قطز والصليبيين في هذه الأثناء ـ وتجهيز الجيش على قدم وساق ـ كانت هناك جهود دبلوماسية يقوم بها قطز لتمهيد الطريق إلى اللقاء الكبير المرتقب مع التتار. لقد كانت هناك أجزاء ليست بالقليلة من فلسطين ولبنان وسوريا ـ وخاصة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ـ محتلة من قبل الإمارات الصليبية، فكانت هناك إمارات صليبية في عكا وحيفا وصيدا وصور وبيروت واللاذقية وأنطاكية وغيرها.. وكانت أقوى هذه الإمارات مطلقاً هي إمارة عكا في فلسطين، وهذه الإمارة تقع في طريق قطز إذا أراد أن يحارب التتار في فلسطين. ومن خلال نظرته للواقع السياسي والعسكري وجد قطز أن أفضل الحلول هو الإسراع بعقد معاهدة مع الصليبيين في عكا، قبل أن يتحالف الصليبيون مع التتار. وأسرع قطز بإرسال سفارة إلى عكا للتباحث في إمكانية إقامة هدنة سلام مؤقتة بين المسلمين والصليبيين، ولو وُفق الوفد المسلم في هذه الهدنة فإن هذا سيحيّد جيش الصليبيين من جهة، وسيُؤمّن ظهر الجيش المسلم من ناحية أخرى، وبالفعل جلس الوفد المسلم مع أمراء الصليبيين يتباحثون في أمر هذه الهدنة، وكان الصليبيون من الضعف بحيث أنهم خافوا ألا يظفروا من المسلمين بعهد فينقلب عليهم المسلمون؛ ولذلك فقد تقبلوا فكرة الهدنة بسرعة، بل إن بعضهم عرض فكرة التحالف العسكري لقتال التتار. غير أن هذه الفكرة لم تلق موافقة من كلا الطرفين.. فبقية أمراء الصليبيين كانوا يخشون من الخروج من عكا بجيشهم فيدخل المسلمون عكا إذا انتصروا على التتار، كما أن المسلمين كانوا لا يضمنون خيانة الصليبيين أثناء القتال، وخاصة أن جيش التتار متعاون مع بعض ملوك وأمراء النصارى - كملك أرمينيا وملك الكرج وأمير أنطاكية - كما أن قائد التتار الحالي نصراني وهو كتبغا. لذلك قبل الطرفان بفكرة الهدنة المؤقتة، وأصر الوفد المسلم على أن تكون هذه الهدنة مؤقتة تنتهي بانتهاء حرب التتار؛ لأنه ليس من المقبول شرعاً أن يقر المسلمون بسلام دائم مع مغتصب للأرض الإسلامية، وليس من الشرع أن يعترف المسلمون بدولة صليبية أو غيرها فوق الأرض الإسلامية مهما تقادم الزمان عليها في احتلال الأرض واستيطانها، واذكروا أن الصليبيين يعيشون الآن في عكا منذ مائة وست وستين سنة، أي أن هناك أجيالاً كاملة ولدت وعاشت وماتت في عكا، ومع ذلك لم يعترف قطز أبداً بأحقية هؤلاء المغتصبين في الأرض الفلسطينية المسلمة، حسب قول السرجاني. ولكن لأن قطز رحمه الله يعلم أن هؤلاء {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً}[التوبة: 10]، فإنه أخذ حذره عن طريق الترهيب والترغيب مع الصليبيين.. فقد حذرهم الوفد المسلم بشدة من أنه إذا حدثت أي خيانة للعهد، فإن المسلمين سيتركون التتار وينقلبون على الصليبيين، ولن يتركوهم حتى يحرروا عكا، وهكذا فالمعاهدة من منطلق القوة والبأس تختلف كثيراً عن المعاهدة من منطلق الضعف والخَوَر.. القوي دائماً يملي شروطه، والضعيف يتلقى شروط الآخر؛ ولذلك فإذا عاهد المسلمون قوماً آخرين سواء كانوا تتار أو صليبيين أو يهوداً فإنهم لابد أن يملكوا وسيلة العقاب للطرف الآخر إذا خالف المعاهدة أو نقض بنداً من بنودها، وإلا فلا معنى للمعاهدة؛ لأنهم حتماً سيخالفون إذا وجدوا فرصة. كان هذا هو جانب الترهيب.. أما الترغيب فإن قطز قد وعدهم أنه في حالة الانتصار على جيش التتار، فإنهم سيبيعون خيول المغول لأهل عكا بأسعار مخفضة.. وهذا إغراء كبير، وذلك لحاجة الناس والأمراء والجيوش الشديدة للخيول، وخيول التتار مشهورة بالقوة. واتفق قطز أيضاً مع الصليبيين في عكا أن يسهموا في إمداد الجيش المسلم بالمؤن والطعام أثناء وجوده في فلسطين ووافق الصليبيون على ذلك..وأصبح بذلك الطريق إلى لقاء التتار آمناً، وبدأ قطز رحمه الله يضع اللمسات الأخيرة في جيشه استعداداً للانطلاق. وضعالخطة بعد كل هذا الإعداد الذي أعدَّه قطز جاء وقت إعداد الخطة، ووضع الخريطة لتحرك الجيش..واجتمع قطز مع المجلس العسكري لبحث أفضل طريقة لحرب التتار، وليبحثوا توفير أفضل ظروف لتحقيق الانتصار. وقام قطز بإلقاء بيانه الذي يوضح فيه رأيه في الخطة العسكرية.. لقد أراد قطز رحمه الله أن يخرج بجيشه لمقابلة جيش التتار في فلسطين. وكانت خطته تقوم على أساس ترك سياسة الدفاع والتحصن في المدن إلى سياسة الهجوم المنظم، واعترض أغلب الأمراء، لقد أراد الأمراء أن يبقى قطز في مصر ليدافع عنها، فمصر - في رأي الأمراء - هي مملكته، أما فلسطين فهي مملكة أخرى. وبدأ قطز رحمه الله يناقش الأمراء ويشرح لهم مزايا خطته، وأبعاد نظرته، وأهداف الحرب في رأيه، ومهمة الجيش في اعتقاده. التحرك بدأ تجمع الجيش المسلم في معسكر الانطلاق، وكان هذا المعسكر في منطقة الصالحية بمحافظة الشرقية الآن، وكانت نقطة انطلاق للجيوش المصرية المتجهة إلى الشرق وتجمعت الفرق العسكرية من معسكرات التدريب المنتشرة في القاهرة والمدن الكبرى، ثم أعطى قطز إشارة البدء والتحرك في اتجاه فلسطين. واتجه الجيش من الصالحية إلى اتجاه الشمال الشرقي حتى وصل إلى سيناء، ثم اتجه شمالاً أكثر ليسلك طريق الساحل الشمالي لسيناء بحذاء البحر الأبيض المتوسط.. وكان هذا التحرّك في أوائل شهر شعبان سنة 658هـ - يوليو من سنة 1260م. وكان قطز رحمه الله يتحرك على تعبئة.. بمعنى أنه يتحرك وقد رتّب جيشه الترتيب الذي سيقاتل به لو حدث قتال، وذلك حتى إذا فاجئه جيش التتار كان مستعداً. وكان قطز رحمه الله قد وضع على مقدمة جيشه ركن الدين بيبرس القائد العسكري الفذ؛ ليكون أول من يصطدم بالتتار، فيحدث نصراً ـ ولو جزئياً - مما سيرفع من معنويات المسلمين. وكان قطز أيضاً قد سلك في ترتيب جيشه أمراً لم يكن يعهده المعاصرون في زمانه، وذلك على سبيل التجديد في القيادة والإعداد حتى يربك خطط العدو، فكون قطز مقدمة الجيش من فرقة كبيرة نسبياً على رأسها ركن الدين بيبرس، وجعل هذه الفرقة تتقدم كثيراً عن بقية الجيش، وتظهر نفسها في تحركاتها، بينما يتخفي بقية الجيش في تحركاته، فإذا كان هناك جواسيس للتتر اعتقدوا أن مقدمة الجيش هي كل الجيش، فيكون استعداد التتار على هذا الأساس، ثم يظهر بعد ذلك قطز، وقد فاجأ التتار الذين لم يستعدوا له. معركة غزة اجتاز ركن الدين بيبرس الحدود المصرية في 26 يوليو سنة1260م، ودخل فلسطين، وتبعه قطز بعد ذلك في سيره، واجتازوا رفح وخان يونس ودير البلح واقتربوا جداً من غزة..وفي غزة وقعت أول مواجهة بين الجيشين انتصر فيها المسلمون، وكان لموقعة غزة أثر إيجابي على جيش المسلمين، وكان لها أيضاً أثر سلبي على جيش التتار. إلى عينجالوت يقع موقع (عين جالوت) على الحدود بين قضائي جنين وبيسان على الطرف الجنوبي لوادي جالود الذي يجري في واد بسهل زرعين يصل مرج ابن عامر غربا بغور الأردن شرقاً. ويبعد سهل عين جالوت مسافة 65 كيلومتر جنوب منطقة (حطين) التي دارت فيها موقعة حطين في سنة 583هـ قبل خمسة وسبعين سنة من وقعة عين جالوت، ويقع كذلك على مسافة حوالي ستين كيلومتر إلى الغرب من منطقة اليرموك حيث دارت المعركة الخالدة بقيادة خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما ضد الروم منذ أكثر من ستة قرون. بدأ قطز في التحرك للبحث عن المكان المناسب للمعركة، وبذلك يسجل نقطة مهمة لصالحه، ويستطيع أن يرتب جيوشه في وضع أفضل، ويختبر المنطقة، ويعلم طبيعتها وخباياها. وتحرك كتبغا في اتجاه الجنوب بين جبال لبنان حتى دخل فلسطين من شمالها الشرقي غرب مرتفعات الجولان، ثم عبر نهر الأردن، ووصل إلى الجليل الشرقي، واكتشفت الاستطلاعات الإسلامية المنتشرة في المنطقة تحركات كتبغا، ونقلت الأخبار بسرعة إلى قطز الذي كان قد غادر عكا في اتجاه الجنوب الشرقي، فأسرع قطز باجتياز مدينة الناصرة، وتعمق أكثر في الجنوب الشرقي حتى وصل إلى منطقة تعرف بسهل عين جالوت، وهي تقع في الوسط تقريباً بين مدينتي بيسان في الشمال ونابلس في الجنوب، وهي بالقرب جداً من معسكر جنين الآن وهي المنطقة التي ستدور فيها معركة من أهم المعارك في تاريخ الأرض. وجد قطز رحمه الله سهل عين جالوت منطقة مناسبة جداً للمعركة المرتقبة؛ فهو عبارة عن سهل واسع منبسط تحيط به التلال المتوسطة من كل جوانبه إلا الجانب الشمالي فهو مفتوح.. كما تعلو هذه التلال الأشجار والأحراش؛ مما يوفر مخبأً مناسباً جداً للجيش الإسلامي؛ فيسهل عمل الكمائن الكثيرة على جوانب السهل المنبسط. ورتّب قطز جيشه بسرعة.. فوضع على ناحية السهل الشمالية مقدمة جيشه بقيادة ركن الدين بيبرس، وجعلها في مكان ظاهر حتى يغري جيش التتار بالقدوم إليها، بينما أخفي قطز رحمه الله بقية الجيش خلف التلال والأحراش..كان هذا الترتيب والإعداد في 24 رمضان من سنة 658هـ في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم. وانتظر المسلمون على تعبئة، وعيونهم الاستخبارية تنقل أخبار كتبغا وجيش التتار، وقد اقتربوا جداً من سهل عين جالوت. جاء الجيش المغولي التتري بقيادة كتبغا تسبقه سمعته العالية في سفك الدماء وتخريب الديار وإفناء البشر، ومر الجيش غرب بيسان، وانحدر جنوباً في اتجاه عين جالوت حيث كانت القوات الإسلامية قد أخذت مواقعها ورتبت صفوفها ووقفت في ثبات تنتظر الجيش المغولي التتري. وبدأت القوات الإسلامية تنساب من فوق التل إلى داخل سهل عين جالوت، ثم تتجه إلى شمال السهل للاقتراب من جيش التتار..ولم تنزل مقدمة الجيش دفعة واحدة، إنما نزلت على مراحل، على صورة العرض العسكري. المواجهة نظر كتبغا إلى مقدمة القوات الإسلامية وكان لا يدرك شيئاً عن القوات الرئيسية المختبئة خلف التلال، فوجد أن قوات المقدمة الظاهرة أمامه قليلة جداً بالنسبة لقواته.. ومع ذلك فهي في هيئة حسنة ومنظر مهيب، فأراد كتبغا أن يحسم المعركة لصالحه من أول لحظاتها.. لذلك قرر أن يدخل بكامل جيشه وقواته لحرب مقدمة المسلمين..وهذا ما كان يريده الملك المظفر قطز.. وأعطى كتبغا قائد التتار إشارة البدء لقواته. وانهمرت جموع التتار الرهيبة وهي تصيح صيحاتها المفزعة على مقدمة جيش المسلمين..أعداد هائلة من الفرسان ينهبون الأرض في اتجاه القوات الإسلامية.. أما القائد ركن الدين بيبرس فقد كان يقف في رباطة جأش ومعه المسلمون يقفون في ثبات.. حتى إذا اقتربت جموع التتار أعطى بيبرس إشارة البدء لرجاله.. فانطلقوا في اتجاه جيش التتار، ولا ننسى أن هذه المقدمة الإسلامية قليلة جداً بالنسبة لجيش التتار. وارتطم الجيشان، وارتفعت سحب الغبار في ساحة المعركة، وتعالت أصوات دقات الطبول وأصوات الآلات المملوكية، وعلت صيحات التكبير من الفلاحين الواقفين على جنبات السهل وامتزجت قوات المسلمين بقوات التتار، وسرعان ما تناثرت الأشلاء وسالت الدماء، وعلا صليل السيوف على أصوات الجند. كانت هذه الفرقة المملوكية من أفضل فرق المسلمين، وقد أحسن قطز اختيارها لتكون قادرة على تحمل الصدمة المغولية التترية الأولى.. والذي يحرز النصر في بداية المعركة يستطيع غالبًا أن يحافظ عليه إلى النهاية.. ليس فقط للتفوق العسكري ولكن أيضاً للتفوق المعنوي. وثبتت القوات الإسلامية ثباتاً رائعاً مع قلة عددها، مما دفع كتبغا إلى استخدام كل طاقته دون أن يترك أي قوات للاحتياط خلف الجيش التتري..كل هذا وقطز يرقب الموقف عن بعد، ويصبر نفسه وجنده عن النزول لساحة المعركة حتى تأتي اللحظة المناسبة. وكان هذا هو الجزء الأول من الخطة الإسلامية: استنزاف القوات المغولية التترية في حرب متعبة، والتأثير على نفسياتهم عند مشاهدة ثبات المسلمين وقوة بأسهم. ثم جاء وقت تنفيذ الجزء الثاني من الخطة الإسلامية.. ودقت الطبول دقات معينة لتصل بالأوامر من قطز إلى بيبرس ليبدأ في تنفيذ الجزء الثاني من الخطة. وكان الجزء الثاني من الخطة عبارة عن محاولة سحب جيش التتار إلى داخل سهل عين جالوت، وحبذا لو سُحب الجيش بكامله، بحيث تدخل قوات التتار في الكمائن الإسلامية تمهيداً لحصارها. وبدأ ركن الدين بيبرس في تنفيذ هذا الجزء من الخطة على صعوبته، فكان عليه أن يُظهر الانهزام أمام التتار، ويتراجع بظهره وهو يقاتل، على ألا يكون هذا التراجع سريعاً جداً حتى لا يلفت أنظار التتار إلى الخطة، ولا بطيئاً جداً فتهلك القوة الإسلامية القليلة أثناء التراجع. وبدأ ركن الدين بيبرس في الانسحاب التدريجي المدروس، وكلما رجع خطوة تقدم جيش التتار في مكانه. وقام المسلمون بتمثيلية الانهزام خير قيام، وتحمس كتبغا ومن معه للضغط على المسلمين، وبدءوا يدخلون السهل وهم يضغطون على المسلمين، ومر الوقت ببطء على الطرفين، ولكن في النهاية دخل جيش التتار بكامله إلى داخل سهل عين جالوت، وانسحب ركن الدين بيبرس بمقدمة الجيش إلى الناحية الجنوبية من سهل عين جالوت، وفي غضون حماسة كتبغا للقضاء على جيش المسلمين لم يترك أياً من قواته الاحتياطية خارج السهل بل أخذ معه كل جنوده. وبذلك نجح الجزء الثاني من الخطة الإسلامية.. وبدأ تنفيذ الجزء الثالث من الخطة.. وجاءت إشارة البدء من قطز عن طريق الطبول والأبواق.. ونزلت الكتائب الإسلامية من خلف التلال إلى ساحة المعركة.. نزلت من كل جانب، وأسرعت فرقة قوية لتغلق المدخل الشمالي لسهل عين جالوت، وبذلك في دقائق معدودات أحاطت القوات الإسلامية بالتتار إحاطة السوار بالمعصم. واحتدم اللقاء واكتشف كتبغا الخطة الإسلامية بعد فوات الأوان، وحُصر هو والتتار في داخل سهل عين جالوت، وبدأ الصراع المرير في واحدة من أشد المعارك التي وقعت في التاريخ. شاهد قطز المعاناة التي تعيشها ميسرة المسلمين، فدفع إليها بقوات احتياطية، ولكن الضغط التتري استمر، وبدأ بعض المسلمين يشعر بصعوبة الموقف، ولعل بعضهم قد شك في النصر. وقطز رحمه الله يشاهد ذلك، ويدفع بقوات إضافية إلى الميسرة، ولكن الموقف تأزم جداً، هنا لم يجد قطز رحمه الله إلا أن ينزل بنفسه إلى ساحة القتال. ألقى بخوذته على الأرض.. تعبيراً عن اشتياقه للشهادة، وعدم خوفه من الموت، وأطلق صيحته الشهيرة التي قلب الموازين في أرض المعركة: "وا إسلاماه". وألقى بنفسه وسط الأمواج المتلاطمة من البشر.. وفوجئ الجنود بوجود القائد الملك المظفر قطز في وسطهم، يعاني مما يعانون ويشعر بما يشعرون، ويقاتل كما يقاتلون. واشتعل القتال في سهل عين جالوت، وعلا صوت تكبير الفلاحين على كل شيء، ولجأ المسلمون بصدق إلى ربهم في هذا اليوم من شهر رمضان. وصوب أحد التتار سهمه نحو قطز فأخطأه ولكنه أصاب الفرس الذي كان يركب عليه قطز، فقُتل الفرسُ من ساعته، فترجل قطز على الأرض، وقاتل ماشياً لا خيل له. ورآه أحد الأمراء وهو يقاتل ماشياً، فجاء إليه مسرعاً، وتنازل له عن فرسه، إلا أن قطز امتنع، وقال: "ما كنت لأحرم المسلمين نفعك". وظل يقاتل ماشياً إلى أن أتوه بفرس من الخيول الاحتياطية..وقد لامه بعض الأمراء على هذا الموقف وقالوا له: لمَ لمْ تركب فرس فلان؟، فلو أن بعض الأعداء رآك لقتلك، وهلك الإسلام بسببك. فقال قطز في يقين رائع: "أما أنا كنت أروح إلى الجنة، وأما الإسلام فله رب لا يضيعه، وقد قتل فلان وفلان وفلان، حتى عد خلقاً من الخلفاء مثل (عمر وعثمان وعلي) فأقام الله للإسلام من يحفظه غيرهم، ولم يضع الإسلام". وبدأت الكفة - بفضل الله - تميل من جديد لصالح المسلمين، وارتد الضغط على جيش التتار، وأطبق المسلمون الدائرة تدريجيًّا على التتار. وتقدم أمير من أمراء المماليك المهرة في القتال وهو جمال الدين آقوش الشمس، وهو من مماليك الناصر يوسف الأيوبي، وقد ترك الناصر لما رأى تخاذله وانضم إلى جيش قطز، وأبلى بلاءً حسناً في القتال، واخترق الصفوف التترية حتى وصل إلى كتبغا.. قائد التتار. ورفع البطل المسلم سيفه، وأهوى بكل قوته على رقبة كتبغا، وطارت الرأس في أرض القتال، وسقط زعيم التتار، وبسقوطه سقطت كل عزيمة عند جيش التتار، فما أصبح لهم من هَمّ إلا أن يفتحوا لأنفسهم طريقاً في المدخل الشمالي لسهل عين جالوت ليتمكنوا من الهرب، وانطلق المسلمون خلف التتار، يقتلون فريقاً ويأسرون فريقاً. تطهير بلاد الشام وطَهّر المسلمون بلاد الشام بكاملها في غضون بضعة أسابيع، وعادت من جديد أرض الشام إلى ملك الإسلام والمسلمين. وأعلن قطز رحمه الله توحيد مصر والشام من جديد في دولة واحدة تحت زعامته، بعد عشر سنوات من الفرقة، وذلك منذ وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب رحمه الله في سنة 648هـ.. وخُطب لقطز رحمه الله على المنابر في كل المدن المصرية والفلسطينية والشامية، حتى خطب له في أعالى بلاد الشام والمدن حول نهر الفرات. وعوقب المسيحيون الذين دفعوا الثمن غالياً بسبب عطفهم السابق على المغول، وما اقترفوه من آثام ضد الأهالي المسلمين زمن الاحتلال. سارت سياسة المماليك بعد عين جالوت وتحرير الشام من المغول على التخلص من بقايا الصليبيين في الشام وإنزال العقاب بمملكة أرمينيا الصغرى، ثم المضي في قتال المغول. وبخصوص الأرمن وملكهم هيثيوم يقول الدكتور قداوي: لم ينس سلاطين المماليك زيارته لخان المغول منكو وتحالفه معه وتحريضه على غزو الشام، وما ارتكبه من جرائم مع جند هولاكو سنة 658 هـ - 1260م، وهي أمور لا يمكن أن يغفرها له المسلمون. فاستغل السلطان المملوكي الظاهر بيبرس (658 - 676 هـ / 1260 - 1277م) انشغال ايقاخان - ابن هولاكو وخليفته في حكم مغول فارس والعراق - بالحرب ضد مغول القفجاق المسلمين في جنوب روسيا، لينفرد بهيثيوم وينزل به الجيش المملوكي الذي كان يقوده الأمير سيف الدين قلاوون والملك المنصور - صاحب حماة - هزيمة ساحقة عند الدربند قرب أنطاكيا، وذلك في ذي القعدة سنة 466 هـ - 1266م. وقتل في المعركة أحد أبناء الملك هيثيوم وأسر الابن الثاني، في حين كان هيثيوم نفسه متغيباً عن بلاده في تبريز يستجدي مساعدة المغول. واستثمر المماليك هذا الانتصار، فأغار الأمير قلاوون على عدة مدن أرمينية هي المصيصة وأذنة وطرطوس وميناء أياس. أما الملك المنصور فقد اتجه إلى سيس عاصمة أرمينية الصغرى واستولى عليها فجعل عاليها سافلها، وأشعل النار فيها فدمرتها وأتت على كنائسها ومقابر ملوكها. وبعد عشرين يوماً من الغارات، عاد الجيش المملوكي ومعه أربعون ألف أسير، ومن الغنائم ما لا يعد ولا يحصى حتى بيع رأس البقر بدرهمين ولم يوجد من يشتريه. وأخيراً عاد هيثيوم إلى مملكته ومعه جماعة صغيرة من المغول بعد أن وقعت الواقعة. وحاول أن يسترد ابنه الأسير من بيبرس، ولكنه لم يستطع ذلك إلا بعد أن تخلى المماليك عن عدة مراكز مهمة مثل دربساك التي تتحكم في طرق المواصلات بين أرمينيا وأنطاكيا ومرزبان ورعبان وشيخ الحديد، وكلها تتحكم في الطريق بين الجزيرة الفراتية حيث المغول حلفاء هيثيوم وأرمينيا الصغرى. والواقع أن مملكة أرمينيا الصغرى لم تفق مطلقاً من تلك الكارثة، وصار دورها سلبيّاً بعد ذلك في الأحداث الجارية على مسرح الشرق الأدنى. أما الملك هيثيوم، فإن الصدمة جعلته يترك العرش سنة 667 هـ - 1269م لابنه ليون الثالث. أما إمارة أنطاكية، فدفعت هي أيضاً ثمن تحالفها مع المغول وهيثيوم؛ إذ قاد بيبرس بنفسه الجيش المملوكي الذي شن هجوماً عاماً على مدينة أنطاكيا في مستهل شهر رمضان سنة 666 هـ - 1268م، ولم تلبث أن سقطت فدخلها المماليك وقدموا منها بغنائم طائلة تثير الدهشة، أما عدد الأسرى، فكان بالغ الضخامة: فما من جندي في جيش السلطان إلا وحاز مملوكاً، وبلغ الفائض من الوفرة ما جعل ثمن الغلام الصبي ينخفض إلى اثني عشر درهماً، في حين لم يتجاوز ثمن الجارية خمسة دراهم..ولم تنهض أنطاكيا بعدما حل بها من عقاب مطلقاً. وإذا ضعفت أرمينيا ودمرت أنطاكيا، أصبح بوسع بيبرس أن ينتقم من المغول وغزوهم لبلاد الشام، فأغار على بلاد سلاجقة الأناضول التي كانت مشمولة بالحماية المغولية، واستطاع أن يمزق الجيش المغولي في الأناضول عند مدينة أبلسنين في ذي القعدة 657 هـ - 1277م حيث بلغ عدد قتلاهم ستة آلاف وسبعمائة وستين. وعندما سمع أيقاخان بما فعله بيبرس في الأناضول، أسرع إلى أبلستين حيث شاهد قتلاه. وعلى حد قول رشيد الدين الهمداني، فإن إيقا بكى عندما شاهد قتلى المغول مكدسين وحزن على رجاله حزناً شديداً، وصب جام غضبه على مسلمي الأناضول. ثم عاد إلى بلاده ليتجهز للقيام بحملة كبيرة على بلاد الشام. وبهدف تقوية جبهته، رغب في مشاركة ليون الثالث ملك أرمينية الصغرى في حملته لطرد المماليك من بلاد الشام واستخلاص بيت المقدس. واتفقا على إرسال الرسل إلى البابا إدوارد الأول ملك إنكَلترا لمساعدتهما في إنجاح الحملة. غير أنهما لم يحصلا إلا على وعود فضفاضة. وبعد أن أكمل إيقاخان استعداداته، خرج بنفسه على رأس حملته ومعه ليون الثالث، وقد قدر عدد قواتهما بمائة ألف مقاتل، منها: ثلاثون ألف نصراني، زحفا بها على وادي نهر العاص، فوصلا أمام حمص، حيث كان جيش المماليك مرابطاً تحت قيادة السلطان الجديد المنصور سيد الدين قلاوون (678 - 689 هـ / 1279 - 1290م). وفي موقعة حمص التي دارت بين الجيشين في 14 رجب سنة 680 هـ - 1281م حلت الهزيمة بالمغول الذين قتل منهم خلق كثير. أما ليون الثالث، فقد حلت بجيشه كارثة عندما أوقعه المماليك في كمين في أثناء انسحابه إلى بلادهم. فقد قتل وأسر معظم عسكره، بحيث لم يفلت منهم إلا دون العشرين. وبعد هذه الهزيمة ما لبث أن مات ايقاخان كمداً، وذلك في 20 ذي الحجة سنة 680 هـ - 1282م، فخلفه في الحكم أخوه تكودار الذي قلب سياسة معاداة المغول للمماليك رأساً على عقب؛ إذ أعلن إسلامه، وتسمى باسم أحمد، واتخذ لنفسه لقب سلطان، وأرسل سفارة إلى سلطان قلاوون في شعبان سنة 681 هـ - 1282م يعلمه فيها بأنه مسلم، وأنه أمر ببناء المساجد والمدارس والأوقاف، وأمر بتجهيز الحجاج، وسأل اجتماع الكلمة وإخماد الفتنة والحرب. وعندئذ رد السلطان قلاوون على رسل المغول بتهنئته بالإسلام، وطلب أن يكون التحالف بين المماليك والمغول على العدو المشترك، وهو الصليبيون. ولكن تكودار لم يبق في الحكم طويلاً لينفذ سياسته هذه؛ إذ ثار عليه بعض قواده وقتلوه في جمادى الأولى 683 هـ - 1284م، وأحلوا محله ابن أخيه أرغون في حكم دولة المغول الإيلخانيِّين. نتائج موقعة عين جالوت يؤكد العميد الدكتور ياسين سويد أن نتائج هذه الموقعة لم تتوقف عند حد الانتصار العسكري للمسلمين، وإنما تعدتها إلى مفاعيل سياسية واجتماعية ومصيرية حاسمة، منها: - إيقاف ودحر المد المغولي الكاسح الذي اجتاح بلاد الشام وعاصمة الخلافة العباسية وبدأ يتطلع لاستكمال توسعه نحو مصر وإفريقيا، وما كان سينتج عنه من تدمير كامل لبلاد المسلمين وحضارتهم. - توحيد بلاد الشام ومصر. - إنهاء كل أشكال الاحتلال لمصر وبلاد الشام، خصوصاً من الاحتلالين الصليبي والمغولي. - أعادت المعركة للمسلمين الثقة بأنفسهم وعززت معنوياتهم. ومن بين النتائج إبطال أسطورة "الجيش الذي لا يقهر" التي تسلحت بها كثير من الجيوش المعتدية في عمليات احتلال أراضي المسلمين. الخلاصة في معركة عين جالوت كل العبر والدروس لكل مسلم أراد أن يعرف عوامل النصر والهزيمة.. وأن من أهم عوامل النصر هي التمسك بالعقيدة الصحيحة ووحدة الصف. لقد كان من أسباب النصر: - الإيمان بالله والثقة في نصره. - الوحدة بين المسلمين. - إذكاء روح الجهاد في الأمة. - الإعداد الجيد للمعركة. - القدوة في القائد والتي تمثلت في قطز. - عدم موالاة أعداء الأمة. - بث روح الأمل في الجيش والأمة. - الشورى الحقيقية. - توسيد الأمر لأهله. - الزهد في الدنيا. ـــــــــــــــــــــــ المصادر - (تحالف ملوك أرمينيا الصغرى وأنطاكيا الصليبية مع المغول لاحتلال بلاد الشام وتصدي المماليك لهم (644 ـ 723هـ / 1246 ـ 1323م)، الدكتور علاء محمود خليل قداوي- مجلة التاريخ العربي. - (نشأة المماليك)، الدكتور راغب السرجاني. - (معركة عين جالوت)، العميد الدكتور ياسين سويد. [b][b][b][b][b][b][b]اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم[/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] | |
|