أنا شاب عمري 26 سنة تعرفت على فتاة عن طريق الانترنت وعمرها 20 سنة كانت علاقتنا عادية جداً عن طريق أحد المنتديات ثم أصبحت هناك مراسلة بيننا عن طريق البريد الإلكتروني وبكل صراحة أحسست براحة نفسية تجاهها وهي كذلك وأصبحنا مطمئنين لبعضنا ، مع الوقت صارحتها بأنني أرغب بالزواج منها وتفاجأت بذلك ، ثم ردت علي بعد فترة قصيرة بالموافقة وقبل ذلك كله بنيت أمر الزواج على عدة أمور وهي : 1- الراحة التامة لها 2- النسب المناسب لي 3- أخلاقها العالية ...إلخ ، فترة التعارف قاربت السنة تقريباً ويشهد الله أننا لم نتكلم في الفواحش أبدا ، وأصبح بيننا اتصال هاتفي ولكنه قليل بقدر مرة واحدة في الشهر من أجل السلام والاطمئنان فقط ، ولكن المراسلة بيننا مستمرة البريد الالكتروني ، وأنا وهي نرغب بالارتباط الحلال ، فهل تنصحوني بذلك أم لا ؟ ويشهد الله أن النية صافية لا يشوبها أي شائبة ، وأريد كذلك طريقة لكي أخبر عنها والدتي لتقوم بخطبتها .
الحمد لله
أولا :
سبق بيان تحريم إقامة العلاقة بين الرجل والمرأة والمراسلة بينهما لأجل التعارف ، في جواب السؤال رقم (34841) ورقم (82196) وذلك لما يترتب عليه من الفتنة وتعلق القلب ، ولما قد يفضي إليه من الاتصال المباشر وما يتبعه من محرمات ومنكرات في القول والعمل .
وقد جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء " (17/67) : " لا تجوز المراسلة بينكِ وبين شاب غير محرم لك بما يعرف بركن التعارف ؛ لأن ذلك مما يثير الفتنة ، ويفضي إلى الشر والفساد " انتهى .
والراحة النفسية التي تشعر بها هي أمر متوقع ، فإن النفس مجبولة على الميل للجنس الآخر ، وتهوى ذلك وتحبه وتأنس إليه ، ومن هنا تأتي الفتنة التي حُذرنا منها ، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا ، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ) رواه مسلم (2742).
ولهذا فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى وأن تتوقف عن هذه المراسلات والاتصالات ، فإن هذه الفتاة أجنبية لا تحل لك . وينبغي أن تعلم هي هذه الحقيقة أيضا ، وأن الزواج السعيد الهانئ لا ينبني على المعصية وتعدي الحرمات .
ثانيا :
لا حرج في الزواج من هذه الفتاة بعد السؤال عن دينها وخلقها وحال أهلها ، فإن كانت مرضية الدين والخلق ، وكان إقدامها على مراسلتك أمرا عارضا ، وزلة لم تحسب حسابها ، فاستخر الله تعالى ، وتقدم إلى وليها لخطبتها .
وبعد السؤال عنها قد تجد طريقة مناسبة لإخبار والدتك عنها ، كأن تجد الفتاة معروفة لدى بعض أقاربك أو أصدقائك ، أو نحو ذلك ؛ إذ الإخبار عن معرفتها عن طريق الإنترنت قد يكون باعثا على رفضها .
نسأل الله تعالى أن يوفقك لاختيار الزوجة الصالحة التي تسعدك ، وتعينك على طاعة الله .
والله أعلم .