مشكلتي باختصار أن زوجي يريد أن يطلقني وأسبابه أني أنا في بالي شخص آخر ومصمم على ذلك ويقول إني لم أعد أرغب بالنوم في فراشه (الجماع) مثل السابق وأن سبب ذلك يرجع إلى تفكيري في شخص آخر ، ما الحل ؟ وهو الآن يريد أن يحسم الموضوع كما يزعم أمام أهلي ويطلقني وهو لا يملك أي دليل على ذلك ، فقط أفكاره ، ماذا أفعل ؟ يشهد الله إني لا أفكر في أي أحد غيره وأنا تزوجته عن حب، وهو كذلك ولكن لا أدري ماذا جرى ؟ علماً بأن عندنا 7 أبناء أكبرهم 14 سنة وأصغرهم سنة ونصف ماذا أفعل ؟
الحمد لله
لا شك أن هذا تصرف خاطئ من زوجك هداه الله ، فليس للزوج أن يتهم زوجته هذا الاتهام القبيح دون بَيِّنة .
وزراعة الشكوك ، والاسترسال فيها ، ومحاولة التحقق منها ، مما يقوّض بناء الأسرة ، ويعجل بانهيارها ، نسأل الله العافية .
وعليك أن تبيني لزوجك خطأ ظنه ، وأن تؤكدي له براءتك وطهارتك ، ولو استدعى ذلك أن تقسمي له على هذه البراءة ، وأنك محبة له ، راغبة في استمرار العيش معه ، فإنه زوجك ، وأبو أولادك ، وبينكما هذه العشرة الطويلة التي لا يصح أن تنتهي لمجرد شك يلقيه الشيطان في قلب الإنسان .
ثم أنت قد عرفت السبب الذي أوجب شكّه ، وهو ما يدعيه من عدم رغبتك في جماعه ، فاجتهدي في تغيير هذه الصورة التي ارتسمت في ذهنه ، وتوددي إليه ، وتقربي منه ، واعلمي أن هذا مما يرفع قدرك عند الله ، وبه تنالين الأجر والثواب ، فلا تتردي في ذلك ، واحرصي على أن تنالي من زوجك فرصة للتصحيح والتغيير ، وعِديه بذلك ، وبددي قلقه وشكه بإقبالك واهتمامك وحرصك .
والجئي إلى الله تعالى وسَليه أن يرفع هذه الغمة ، وأن يصلح حالكما ، وأن يهدي زوجك ، وأن يسعدكما في الدنيا والآخرة .
وإن رأيت من أهله أو من أهلك من يمكنه النصح والتوجيه ، ويُرجى من وساطته الخير ، فاستعيني به في هذا الأمر .
ونوصيك بتفقد عبادتك وطاعتك ، فإن العبد يبتلى بذنبه ، ولعلك مقصرة في شيء من حق الله تعالى ، فإن كان الأمر كذلك فعودي إلى الله ، وتداركي ما فات ، فإن من أصلح حاله مع ربه ، أصلح له ما بينه وبين خلقه .
قال بعض السلف : إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق زوجتي ودابتي .
وأكثري من الصلاة والذكر ، وقراءة القرآن في البيت ، لا سيما سورة البقرة ، فإن الإنسان قد يحسد على ما هو فيه من النعمة والاستقرار .
نسأل الله لكما التوفيق والعون والهداية والرشد .
والله أعلم .