مسلمة لربها Admin
عدد المساهمات : 437 تاريخ التسجيل : 18/07/2011 الموقع : www.sultan.org/a
| موضوع: غزوات منسية - فتح فرنسا الأحد يوليو 24, 2011 4:51 am | |
| غزوات منسية - فتح فرنسا ثائر إسلامي
[/size] تاريخنا أمتنا المضيء به الكثير من الصفحات المنسية، فلنتذكرها.. وجدت لكم صفحات من مقال / محنة التاريخ الإسلامي أد : يحيى هاشم حسن فرغل - عمليات المحو تحدثنا من قبل عن اتجاهين في قضية التاريخ الإسلامي : قضية تجميل تاريخ العدو ، واتجاه تشويه التاريخ الإسلامي أما اتجاه المحو فنجده في الجهل المطبق للمسلم المعاصر بحضارته وتاريخه عموما وبتاريخ فلسطين ، وتاريخ القدس بخاصة . . إن المسلم المعاصر لو سئل عن العام الهجري الذي يعيش فيه لكانت النتيجة مؤسفة ، يقول الكاتب الصحفي سامح كريم ( في رمضان سأل المذيع عددا من الناس عن عامنا الهجري فأجمعت كل الإجابات على أخطاء مؤسفة محصلتها أن الجميع لا يعرفون في أي عام هجري نكون ، وليست هذه الأخطاء مقصورة على معرفتنا بالشهور الهجرية والأعوام ، وإنما تمتد إلى تاريخنا وثقافتنا وتراثنا وحضارتنا العربية الإسلامية ، فمن الصعب أن يعرف البعض منا الأحداث التاريخية الكبرى ، وأصعب أن يعرفوا تراث أجدادهم ، وأشد صعوبة أن يعرفوا معطيات حضارتهم العربية .) ومن هذه المعطيات الحضارية التي لم يكتف البعض بجهلها ولكن تم دفع بعضهم إلى احتقارها ما كشف عنه الأستاذ محمود محمد شاكر في مقدمته لكتاب " أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني " من كتب التراث ( عن نظرة الشيخ محمد عبده إلى ماضينا وكيف أثرت هذه النظرة في تلاميذه ومريديه لتجري أقلامهم بما يؤثر في حياتنا المعاصرة وتكون النتيجة تفريغ الأمة من تاريخها .. في البداية حيث حقق الشيخ رشيد رضا كتاب " أسرار البلاغة " للجرجاني واستهله بمقدمة استهانت بعدد من علماء العرب الأقدمين إلى درجة أنه سمى أعمال أحدهم بأنها " الرسوم الميتة التي سماها الجهل علما " ليجيء الشيخ البرقوقي من بعده ويكتب مستهينا بعلماء العرب الأقدمين ، ثم تبين فيما بعد للأستاذ محمود شاكر أن ما قاله الشيخان " رشيد رضا والبرقوقي " ترديد لما كان يقوله الشيخ محمد عبده ، في دروسه ومجالسه في ذم الكتب التي كان طلبة العلم في الأزهر يدرسونها فتلقفوا عنه هذا الطعن دون فحص أو نظر ) ! ويواصل الأستاذ محمود محمد شاكر قائلا : " ولم يقتصر ذم الشيخ محمد عبده على كتب البلاغة وحدها ، بل تناول بالطعن الجارح كل الكتب التي كانت تدرس في الأزهر على اختلاف أنواعها من بلاغة وفقه ونحو ..وذاع هذا الطعن وتناقلته ألسنة المحيطين به من صغار طلبة الأزهر وغيرهم من الطوائف ، فكان هذا أول صدع في تراث الأمة العربية الإسلامية ، وأول إسقاط لتاريخ طويل من التأليف إسقاطا كاملا ، يتداوله الشباب بألسنتهم مستقرا في نفوسهم ، وهم في نضارة الشباب لا يطيقون التمييز بين الخطأ والصواب ، وليس عندهم من العلم ما يعينهم على الفصل في المعركة التي دارت بين شيوخ الأزهر والشيخ محمد عبده ،وليس في أيديهم سوى ما قاله الشيخ في التجريح والطعن الذي صدهم صدا كاملا عن هذه الكتب وأورثهم الاستهانة بها ) الأهرام 22\5\1992 وتكون النتيجة تفريغ الدراسة بالأزهر على النحو الذي أصبحنا نشكو منه أخيراً ، وتتضاعف النتائج عند تلاميذ الشيخ من العلمانيين ، ومن يأتي من تلاميذهم ، ثم تكون النتيجة أيضا حصاد أطفال الفتوى الذين يردون ما قاله أبو حنيفة ومالك والشافعي ، وابن حنبل قائلين : نحن رجال وهم رجال ، وهات يا فتوى .. !! وفي مجال التاريخ السياسي يعرف الكثيرون منا معرفة غائمة شيئاً عن الإسلام في الأندلس ، لكن هل يعرف المسلم المعاصر شيئا عن فتح الإسلام لنصف فرنسا الجنوبي في القرن الثاني الهجري بهدف تنويرها إسلاميا ، ثم انحسارهم عنها لظروف من الميل لعرض هذه الحياة الدنيا ؟ لقد سبق إلى محاولة فتح فرنسا السمح بن مالك الخولاني الذي أقامه عمر بن عبد العزيز واليا على الأندلس (100هـ - 719 م) ، حيث قام بحملة شاملة على فرنسا اخترقت جبال ألبرت من الشرق - وهي تفصل جبال البرانس التي تمتد جنوب غرب فرنسا وتفصل بينها وبين الأندلس ، وتعد حاجزاً طبيعيا بين البلدين ، وسيطر على عدد من القواعد هناك واستولى على سبتمانيا ، وأقام حكومة إسلامية جاءت لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ، وفقاً للرسالة الحضارية التي جاء بها المسلمون إلى الأندلس آنذاك في هذا الوقت المبكر ، واتخذ من " أربونة " قاعدة للجهاد وراء ألبرت ، ثم استشهد في معركته مع قوى الظلام ، عند تولوز ، في يوم عرفة من سنة 102 هـ 721 ، وفقدت فرنسا بذلك من ثم أول فرصة للتنوير الإسلامي عرضت لها . ثم عرضت فرصة التنوير الإسلامي مرة أخرى إذ دخلها عنبسة بن سحيم الكلبي والي الأندلس الذي كان قد عين عليها عام 103 هـ حيث عبر بجيوشه جبال البرت وتمكن من بسط سلطان التنوير الإسلامي في شرق جنوب فرنسا ، وفي أثناء عودته داهمته جموع الفرنجة - قوى الظلام آنذاك - فأصيب عنبسة في المعركة ثم توفي عام 107 هـ - 725 مـ وفقدت فرنسا فرصة أخرى للتنوير الإسلامي . ثم جاء عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي وكان من كبار رجالات الأندلس عدلاً وصلاحاً وتنويراً وقدرة وكفاءة ، عين واليا على الأندلس مرتين ، الأولى في عام 102 هـ- 721 م، لمدة عام ، والثانية من قبل والي أفريقيا مؤيدا من الخليفة هشام بن عبد الملك في صفر عام 112 هـ وفي أوائل عام 114 هـ -732 هـ سار الغافقي بجيوشه نحو الشمال وعبر جبال ألبرت - أو البرانس - من طريق بنبلونة ، ودخل فرنسا حيث فتح نصف فرنسا الجنوبي كله ، من الشرق إلى الغرب ، في بضعة أشهر ، بعد معارك ناجحة ضد قوى التخلف والظلام ، وواصل زحفه ، حتى أشرف بجيشه على نهر اللوار ، وهناك احتشد له شارل مارتل بجيش ضخم من الفرنج ، والمرتزقة نصف العراة ، الذين يتشحون بجلود الذئاب ، و تنسدل شعورهم الجعدة على أكتافهم العارية ، هناك استولى جيش التنوير الإسلامي على بواتييه ، وتوروز وعبر جيش الظلام الفرنجي نهر اللوار ، وعسكر غربي الجيش الإسلامي ، ثم عزم الغافقي على لقاء أعداء التنوير على الرغم من أن بعض قبائل البربر في جيشه كانت تتوق للانسحاب ، وأن عدد جنوده كان قد قل ، بسبب تخلف حاميات كثيرة في المدن والقرى المفتوحة ؟! ودامت المعركة تسعة أيام ، دون أن يحقق الفريقان نصراً حاسماً ، وفي اليوم العاشر ، أبدى كلا الطرفين غاية الجلد ،وظهر الإعياء على الفرنج الظلاميين ، وبدت علامات الانتصار لقوى المسلمين - لكن حدث أن افتتح الفرنج ثغرة في غنائم المسلمين فظهرت على أفقهم غمامة من غمامات الظلام التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم أمثالهم منها في غزوة أحد ، من قبل ، فارتدت قوات منهم إلى الوراء واختلت صفوف المسلمين ، وبينما كان الغافقي يحاول إعادة النظام إلى جيشه أصابه سهم فأرداه شهيدا ، فعم الاضطراب بين المسلمين ، وكثر القتل فيهم ، واشتد الفرنج عليهم ، لكنهم صبروا حتى جن الليل وافترق الجيشان دون فصل في المعركة ، وذلك في أوائل رمضان 114 هـ 21 أكتوبر 732 م ، ثم انسحب المسلمون نحو مراكزهم في سبتمانيا ، وفي فجر اليوم التالي تقدم شارل مارتل بحذر فوجد معسكرات المسلمين خالية إلا من الجرحى الذين لم يتمكنوا من مرافقة جيشهم ، فأخذهم أسرى ثم ذبحوهم بنذالة واضحة ، وخشي شارل مارتل من أن يتتبع المسلمين مظنة الخديعة منهم ، فاكتفى بانسحابهم ، ولم يتعقبهم ، كما حدث من قبل من قوى الظلام الجاهلي في أحد تماما ، وآثر العودة بجيشه ، إلى الشمال . وبهذا أخفقت آخر محاولة بذلها المسلمون لتنوير العالم الغربي ، وفقدت فرنسا بالذات فرصتها الحضارية المبكرة الكبرى للخروج من عصور الظلام كما خرجت أسبانيا ، ودخلت في عصر البيات الظلامي لمدة عشرة قرون ، منذ محاولة الغافقي التي أهديت إليها ففشلت في اغتنامها إلى أن جاء عصر النهضة الأوربية . ماذا تعرف أجيالنا المعاصرة من ذلك ؟ [/size][/b][/b] [/center] | |
|