قال مجاهد:لاَ يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ مُسْتَحْيٍ وَلاَ مُسْتَكْبِر، وَقَالَتْ عَائِشَةُ: “نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ
الأَنْصَارِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ ([2]) .
قلت : فالحياء الذي يكون سبباً لترك طلب العلم والتفقه في الدين أو ترك فعل أمر
شرعي هو حياء مذموم،وليس هو ذاك الحياء الذي يكون من الإيمان وإنما هو
ضعف ومهانة.
وعن الحياء الشرعي الممدوح يقول العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله-
:الحياء خلق عظيم وشعبة من شعب الإيمان، وصاحب الحياء يحجزه الحياء من أن
يرتكب معصية الله؛ يحجزه الحياء من أن يقع في الأخلاق الدنيئة؛ الحياء خلق نبيل
وخلق عظيم لابد أن يتخلق به الإنسان؛ فإنه من أعظم الروادع للإنسان أن يرتكب
معصية أو يقع في خلق دنيء، لهذا قال الأنبياء كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
( إنَّ مِما أَدركَ الناس مِن كلام النبوة الأولى إذا لم تَستحِ فاصنع ما شِئتَ )، الذي يقع
في الشرك لا يستحي من الله، المبتدع لا يستحي من الله ولا يحترم هذه الشريعة
التي شرعها الرسول عليه الصلاة والسلام، والفاسق عنده خلق دنيء وفيه عدم
الحياء من الله.فالحياء لا بد منه -يا إخوان- ولابد من نبذ الأخلاق الرديئة، تعلموا
هذه الأشياء وطبقوها في حياتكم -بارك الله فيكم-([3])
·
لا غسل من الجنابة بشك (اليقين لا يزال بالشك) :
فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن لا غسل من شك فلما سألته الصحابية : هل
على المرأة من غسل إذا احتلمت ؟ أجابها صلى الله عليه وسلم : إذا رأت الماء ،دل
على أنه لا يُكتفى بالمنام (القائم مقام الشك) بل لا بد من وجود الماء (القائم مقام
اليقين) ،وهي حتى لو لم تحتلم ووجدت الماء لزمها الغسل كما ورد هذا في حديث
النبي صلى الله عليه وسلم فعن عائشة رضي الله عنها قالت:(( سئل رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاما قال: يغتسل وعن الرجل يرى
أنه قد احتلم ولم يجد بللا قال: لا غسل عليه قالت: أم سلمة يا رسول الله هل على
المرأة ترى ذلك غسل قال :نعم إن النساء شقائق الرجال))([4])،وفي إرشاده صلى
الله عليه وسلم ترسيخ للقاعدة الفقهية (اليقين لا يزول بشك) فالأصل واليقين عدم
الجنابة فلا يُنتقل عنه إلا بيقين مثله.
·
جواز استشكال الفتوى لغير المستفتي :